اليكم يا سادتي تحت التراب اهدي هذه الأبيات ....
ما بين هندً والسليل ومغدر
وقفت على بر الأحبة ناظرا
اشير عليه الكف نحو احبتي
على ذلك السهل العظيم مسلما
وسلمت تسليما لأمر محمداً
ورحمتُه كانت لمن سكن الثراء
بكيت اسى ولهاً فهيجني البكاء
فسالت دموعي من مدامعها دما
بكيتُ على من زين الدين حالهم
وليس لهم في الشبه عرب وأعجمى
وأيقنت أني مهلك غير سالماً
من كمدات الحزن وهو مكمد
على هضبات الربا من ( بر فارسَ )
طوت صفحات المجد لطيب الاطائبا
هناك أديم الارض ضم رفاتهم
فحتى أديم الارض شاطرني البكاء
مررت على قبر المعظم زاهراً
وحوله من الأبناء نجوم الأساورا
فقلت له جدي سلام عليكم
ورحمة ربي سالماً ومسلما
هلال هناة المجد بعد هلالها
هلال علا بين البوادي وحاضرا
على ملة الرحمن ناصرت سالماً
بأرض تنوف السالمي المعظما
بنيت من الأعمار ما شهدت به
بلاد هناة بين شرقاً ومغربا
وطبتم سلاما طاب في البر سكنكم
وفيه اشرقت ارض الله نوراً مبجلا
وقفت على قبر الكريم محمداً
نبيل هناة فاضلاً ومكرما
فقلتُ أبي عزوي وعمدت امرنا
أناديك هلا ان تجيب مناديا
لقد سست لي نهجي وفخري وعزتي
ومجداً اذا افتخر الغفير بمجدها
وسست أمور الناس بالحق عادلاً
تولي تدابير الشؤون ومنصفا
بكتك هناة يوم جد فراقهم
بكتك رواسي الكور كما السهل باكيا
رجوت الهي في الجنان مقامك
رحماك يا رب العباد رجائيا
وقفت على روض الزعيم محيياً
وحياك ربك يا زعيم الفضائل
وعهدك من فضل علينا جلاله
لبسنا لباس العز والمجد باهيا
تزعمت قوماً كالأسود مهيبتاً
وكنتُ مهيباً في الإمارة ناهيا
وَقُلْت كما قال الهمام ابن زاهر
وليدً ( ورثت العلا كابراً عن اكابرا )
طوت بي نفسي للذي كان عالماً
ومقدام اذ اقدم على الخير ناصيا
مليِك اصيل لا يرد فضائلا
اصيل المعاني والشجاعة قيما
( عليً ) علوت الناس خلقاً ومذهباً
وفضلاً وتاج العز يرفع منزلاً
دموع بلاد الله سالت انهراً
لفقدك يا ذَا الجود والفضل مالكا
وزهران زاهر أزهر الخير دائماً
عظيم ومقداماً شريف المناقبا
وزهران جوداً لا يشابه مثله
اذا اجتمع الاكرام أظهرهم جودا
يلم شمل الخيرين إن تنازعوا
ويصلح ما بين الجموع الخواصم
أقام بناء للعباد مساجد
يذكر فيها الله ويشكر عابدا
طبيباً عليماً بالسقام وحالها
وأيده الله العليم علم دوائها
ومن لي بمثل ذو الوجاهة سيدي
حكيما واعني ب الوليد ابن زاهر
عفيفاً تقياً مخلص لربه عابداً
عزيزاً مهيب القوم مغرمهم وداً
نصير حقوق الناس بالله غالباً
يستل سيف الحق في وجه ظالما
واحمد محمودا على الناس كافة
واحمد مودوداً من الناس والفلاء
واحمد صبحاً ضاحكاً متبسماً
وليلاً عتيماً نور فجره مسلما
سلامي على الاخ المحب دليلنا
أمين الرجال والعُلا والمناكبا
لقد كان للحق الفضيل مناصراً
وقد كان ذو خلقً رفيع المكارما
أبا احمداً في الحق سيرة عالماً
وسيرة احساناً مُعين المحاسنا
وقلت سلام الله طاب ثراكما
ودعوة محزوناً لفقد الأطائبا
وعمري ما هذا الذي قد ذكرته
حوادث أياماً وذكرى الأماجد
وقلت لقوماً ان تذاكر قومهم
بانساب فخراً والعلا والمحامد
أولئك آبائي فجيئوا بمثلهم
اذا ذكر الأشراف من ال زاهرا
وما بين هندً والسليل ومغدر
وقفت ودمع العين تنهل أدمعاً
بنفسي وإن ايقنت بالموت مؤمناً
فلي املُ من دون ذلك مؤمنا